مكانة المسلمين، بل منزلة الإسلام في نفوس الآخرين ستضار جداً إذا لم يتعاون المسلمون ويعملوا معاً ما فيه خدمة دينهم. إننا نشاهد التكتلات الدولية في هذا العصر تقوم على أساس مصلحي مادي تعضده في كثير من الأحيان مصالح مذهبية (ايدولوجية) ونحن نعلم ان وحدة المسلمين التي يقصد بها تعاون المسلمين على الأمور الاقتصادية وما يترتب عليه من نفع عام للأمة على كافة الأصعدة هو ما يرفع مستوى المسلمين اقتصادياً وهو ما ينفعهم سياسياً ومعنوياً. وقد حبا الله المسلمين مواقع عالمية غنية بالثروات المعدنية، ومهمة لمواصلات العالم وتحركاته حيث تحتل بلادهم موقعاً وسطاً بين القارات، بل حتى بين أجناس العالم وألوانه مما قد ينطبق عليه قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). ومن المفزع الآن ان يرى المسلم ان أمة الإسلام تتأثر بما يقوله، ويفعله المسيطرون على العالم من دون ان تتمكن من أن تكون مؤثرة فيه إلاّ على نطاق فردي أو على نطاق آحادي لدولة من الدول، وذلك يكون في الغالب رداً لفعل أو دفعاً لهجمة من هجمات الآخرين من غير المسلمين. التعاون من أجل ناشئة المسلمين أيّها الأخوة في الإسلام! إنه لا يجوز ان نرى شباب المسلمين وعماد مستقبلهم تنتابهم أو تنتاب بعضهم الشكوك والهواجس حول مستقبل دينهم، بل حول حاضره حينما يشاهدون ويعرفون إن إسهام المسلمين في الحضارة العالمية المعاصرة يكاد ينحصر في التلقي