المغرب العربي وخاصة الجزائر. هذه الهجرة المتزامنة مع الاستعمار بقيت ضعيفة حتى عام 1913م. إلاّ أن الحرب العالمية الأولى هي التي أسرعت في دفع عملية الهجرة بحيث أن أقتصاد فرنسا في ذلك الحين كما قدمنا سلفاً تعوزه الحاجة إلى اليد العاملة مما أدّى بوزارتها الحربية إلى اتخاذ قرار إرغام 87000 جزائري إلى الهجرة للعمل في مناجم الفحم وفي مصانع الاسلحة والذخيرة. وتزامنا مع هذه الهجرة القسرية يضاف إليه العدد الذي ألحق بالجيش والذين سقطوا ضحايا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل والذين يبلغ عددهم بنحو 25000 جزائري. وهكذا تزايد هذا العدد من 45000 شخص ابتداء من سنة 1922 إلى 71000 في غضون سنتين ليصل إلى 100000 نهاية عام 1930م. وبعد «الثلاثينات المجيدة» فإن الهجرة المغاربية بدأت تنقص وخاصة بعد قرار الايقاف الرسمي للهجرة في سنة 1974م ورغم إصدار هذا القرار فإن تدفق المهاجرين ازداد ولكن بنسبة أقل. أما الهجرة من بلدان إسلامية أخرى فهي متنوّعة عرقيا واجتماعيا وثقافيا. وهكذا نجد السينغاليين الذين انخرطوا في الجيش في الحرب العالمية الأولى، والذين ادّوا ثمنا غالياً بدمائهم في الدفاع عن كيان فرنسا كما فعل بإخوانهم الجزائريين، من قبل يضاف اليهم الاخوة المغاربة الذين كانوا بخلاف الجزائريين قلة قبل الاستقلال عام، 1956م ثم ازداد عددهم بعد ذلك وكذلك الشأن بالنسبة للإخوة التونسيين. أما المسلمون القادمون من تركيا فهجرتهم بدأت من سنة 1963م وقد وصلت