أن تكون بنية خالصة وأن يكون في عمليته تلك إيصال نفع للمسلمين أو إلحاق نكاية بالعدو واستدلوا على ذلك بالآتي: أولا: ماجاء في صحيح مسلم: (عن أنس ابن مالك أن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أفرد يوم (أحد) في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رهقوه - قربوا منه - قال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضاً، فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة: فقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا). ثانياً: وكذلك يوم اليمامة. لما تحصنت بنو حنيفة بالحديقة قال رجل من المسلمين وهو البراء بن مالك: ضعوني في الجحفة - ترس يتخذ من الجلود - وألقوني إليهم، ففعلوا، فقاتلهم وحده وفتح الباب([263]). ويرى الدكتور يوسف القرضاوي بأن هذه العمليات جائزة بقوله في هذا الشأن «أن يصبح المجاهد قنبلة بشرية تنفجر في مكان معين وزمان معين في أعداء اللّه والوطن، الذين يقفون عاجزين أمام هذا البطل الشهيد، الذي باع نفسه للّه، ووضع رأسه على كفه، مبتغياً الشهادة في سبيل اللّه.. فهؤلاء الشباب يدافعون عن أرضهم - وهي أرض الإسلام - وعن دينهم وعرضهم وأمتهم.. إنما هم شهداء حقاً بذلوا أرواحهم وهم راضون في سبيل اللّه. مادامت نياتهم خالصة للّه، وما داموا مضطرين لهذا الطريق لإرعاب أعداء اللّه، المصرين على عدوانهم،