لأن اليهود أتوا إلى فلسطين ولم تكن خالية، بل يسكنها العرب، وحينما خرجوا منها استمر الوجود العربي بها دون انقطاع لآلاف السنين»([241]). ثالثاً: الإدعاءات السياسية: توجه ثيودور هرتزل([242]) سنة 1902م ناحية الدولة العثمانية من أجل إقناع السلطان عبد الحميد الثاني بضرورة وأهمية إعطاء موطئ قدم لليهود في فلسطين، ولما رفض السلطان ذلك، أوصى هرتزل لجنة الأعمال الصهيونية بأن لافائدة من تركيا، وينبغي التوجه لكسب عطف الحكومة الإنكليزية على الصهيونية. وعملت الصهيونية بهذا الاتجاه فأثمرت اتصالاتها مع الحكومة الإنكليزية سنة 1917م، وحصلت على تصريح آرثر بلفور، وزير الخارجية الإنكليزي، الذي جاء فيه: «عزيزي اللورد روتشيلد... يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية. وقد عرض على الوزارة وأقرته.. إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في الدول الأخرى.. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح»([243]).