فإسرائيل ليس لها إلا الموقف الدعائي للسلام مهما كان حجم التنازلات لبعض الحكام الخونة هذا وان كلمة سلام لا تعني مطلقاً السلام فلاسلام بين حق وباطل، وقضية التحرير حق مطلق، وقضية الغزو الصهيوني هو باطل مطلق والصدام بينهما تناحري مصيري. السلام بالمفهوم الصهيوني الاسرائيلي هو سلام الأمر الواقع أي التسليم في كل مرحلة من مراحل الصراع بالواقع الجديد والمفروض، أي سلام مرحلي تفرضها اعتبارات الكيان الصهيوني للتحضير لمرحلة أخرى وضربة ثانية فهو وسيلة انتقال وليس هدفاً لها.. ولقد حدد بن غوريون مفهوم الصهيونية للسلام: (ان اتفاقاً مع العرب هو أمر ضروري لنا ولكن ليس من أجل خلق السلام إذ ليس من الممكن بناء البلاد في وضع من الحرب الدائمه ولكن السلام هو وسيلة لنا والهدف هو التحقيق الكامل المطلق للصهيونية ومن أجل هذا فقط نحتاج إلى الإتفاق). إذن لكل مرحلة يريد الإسرائيليون خارطة جديدة وحدودا جديدة وعلاقات جديدة وطبيعة سلام جديدة. وبالعودة إلى مرحلة 1948 - 1967 كانت مواصفات السلام الإسرائيلية اعتراف العرب بإسرائيل بخطوط هدنة 1949 وبعد حزيران 1967 حددها ليفي أشكول 1968 فقال: (نحن نسعى إلى سلام يؤمن لنا حدود الأمن في الشرق وحرية الملاحة في الغرب وسيطرة على منابع المياه التي تصل إلينا من الشمال). أما السلام النهائي بالمفهوم الإسرائيلي، فلن يحل إلا بالتحقيق المطلق للصهيونية بفرض الاستسلام على المنطقة العربية وهذا مايسميه إيفال آلون في كتابه (الستار الرملي) بالسلام اليهودي أي السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. وشأن إيفال آلون شأن كافة القادة الصهاينة يدرك أن السلام غير وارد في قاموس اسرائيل والامبريالية الأمريكية.