إسرائيلي لإخلاء الضفة والقطاع ولتكسب الصهيونية سنوات من الهدوء ضرورية لها، وان الدول الامبريالية خاصة الشيطان الأكبر فإنها تجد أن الحل الوحيد لأزماتها هو في ارجاع المنطقة العربية إلى فراغ ليتم نهب ثرواتها النفطية وعائداتها المالية دون مقاومة وهذا يتطلب نصراً عسكرياً كحزيران 1967. وإذا عدنا إلى مشروع روجرز فإننا نلاحظ أنه بعد ضرب المقاومة في الأردن ووفاة عبد الناصر وحدوث تغييرات في النظام المصري وتوقف حرب الإستنزاف جمّد الأمريكيون مشروع روجرز وكثفوا مساعداتهم العسكرية لإسرائيل بيد أن حرب تشرين قوّضت معظم مكونات وركائز حالة اللاحرب واللاسلم خاصة نظرية الأمن الإسرائيلية فأكدت أنها لايمكنها أن تصمد أمام جبهة عربية متماسكة أساسها التضامن العربي. وفي تشرين امتلك العرب زمام المبادرة وأثبتت أن حروب العدو الصهيوني مع العرب لم تعد نزهات قصيرة قليلة التكاليف مضمونة النجاح بل أصبحت خطراً حقيقياً يحسب حسابه، وتحول التهديد العربي إلى عامل رئيس من عوامل تأزيم الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني واقترن ذلك التحول في موازين القوى لصالح حركة التحرر الوطني العربية بتطور تاريخي بارز على الصعيد العالمي لصالح القوى المعادية للامبريالية وحاولت الامبريالية الأمريكية واسرائيل الالتفاف على ايجابيات حرب تشرين والعمل على ضرب مكونات القوى العربية المتمثلة في وحدة جبهة المواجهة والتضامن العربي والتحالف بين الأقطار العربية والمنظومة الاشتراكية قصد إعادة موازين القوى لمصلحة اسرائيل واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم من خلال الحلول الجزئية وخاصة ردع مصر عن القيام بمغامرة مماثلة لمغامرة 1972 لأن حرب تشرين كانت الخروج على