الدورية بين العرب واسرائيل يتكرر كل عشر سنوات وان وجود المنطقة العربية في حالة من التخلف والضعف الاقتصادي والإجتماعي والعسكري كان يتيح في الماضي للحركة الصهيونية فترة طويلة من الهدوء النسبي تستغلها الصهيونية لإعادة ترتيب أوضاعها وإعادة الكرّة مرة أخرى لتخريب ماتكون قد أنجزته المنطقة العربية وارجاع عجلة البناء العربي إلى الوراء بينما تكسب الصهيونية أراض وأموالا جديدة وكذلك مهاجرين جدداً دفعت تكاليف تهجيرهم الولايات المتحدة.. وبما أن الكيان الصهيوني كائناً طفيلياً يتعيش على المساعدات الغربية الامبريالية ويستثمر ظروف تناقضات عربية داخلية وعربية عالمية لا يمكن أن يكون كياناً تشكل الحرب صناعته الوطنية فبالنسبة للقيادة الصهيونية ليست الحرب كارثة بل مبرر وجود ولذا يقول رابين (ان التهديد الخارجي قد عزز التماسك الداخلي ولولا الشعور بذلك لفشلت عملية الدمج لفئات الشعب) ونحن نعرف أن فشل الدمج يعني فشل المشروع الصهيوني فإذا بغت الصهيونية شن عدوان على الأُمة العربية أو جزء منها تتقاطع مصالح أمريكا معها فإنها تركز الأضواء على التهديد الخارجي لها وبنفس الوقت تقوم بالتغطية لمفهوم (حتمية الصدام) مع إبراز المقدرة على مواجهة التهديد وحسم المعركة لصالحها كي يطمئن مرتزقتها وإن قرارات الحرب المسماة اسرائيلية ليست في الواقع سوى حرب يخوضها الجيش الإسرائيلي بالنيابة عن الولايات المتحدة وريثة مصالح الامبراطورية البريطانيةوعلى العرب من لم يدرك منهم إدراك أن شن حرب جديدة يعني إخلاء الضفة الغربية وغزة من سكانها ونقل الحرب إلى العواصم والمراكز السكانية لتكوين مناخ خضوع وسيطرة ممكنة على مصادر النفط فالهدف الإسرائيلي من الحرب القادمة هدف امبريالي أمريكي لأجل النفط وهدف