العدوانية للجيش الإسرائيلي ووظيفته في المنطقة وإن مجرد تأمين هذا التفوق يعني ليس فقط ردع القوى العربية عن مهاجمة اسرائيل بل ردع هذه القوى عن اتخاذ سياسات لا تعجب الولايات المتحدة. لقد كان قادة الصهيونية وقادة الولايات المتحدة واثقين أنه وبدون أسلحة جديدة فإن اسرائيل تملك تفوقاً حاسماً وان الاسلحة الجديدة ليست ضرورية لزيادة القدرة الهجومية أو الدفاعية وان دورها يقتصر فقط على زيادة قوة عنصر الردع ومع ذلك فلا التفوق القديم ولا الجديد ردع القوى العربية عن شن حرب تشرين والتي كان مجرد البدء بإطلاق الرصاص كافياً لتخريب وتجاوز نظرية الردع الامبريالية الاسرائيلية الصهيونية وتجاوزت فيها القوات العربية الخطوط الدفاعية المعادية واحتلال القسم الأعظم من هضبة الجولان وعبور القناة وتحطيم خط بارليف وكان ديان على وشك اعلان الاستسلام فالقوات الصهيونية لم تتمكن من الاستمرار في القتال لولا تدفق الجسر الجوي الأمريكي حيث كشفت القناع قليلاً لتدخل طرفاً مباشراً في الحرب التي كادت تتورط فيها لولا وقف اطلاق النار الذي شكل ستاراً لأمريكا ومانعاً من خوض الحرب لأجل أنقاذ الكيان الصهيوني من الهزيمة. يقول جر شوم شوكن محرر هاآرتص (ان الولايات المتحدة تدّعي بأن اسرائيل لم تقم بواجبها كما كان متوقعاً لأن الجيش الاسرائيلي لم يحرز النصر الذي كان يتحدث عنه قادته وأنه لولا الدعم الأمريكي لما استطاعت اسرائيل الصمود ويجب الاعتراف بأن هذا الإدّعاء يسمع أيضاً بيننا دون أن يثير معارضة حقيقية فليس الأمريكيون وحدهم الذين خابت آمالهم بجيش الدفاع الاسرائيلي. وإنما اسرائيل أيضاً والجيش كذلك خابت آمالهم فوزير الدفاع تكلم بصراحة، مذهلة، عن تعلقنا المطلقة بالدعم العسكري المستعجل جداً) إذن كان المتوقع أن يدمر الجيش