فالآلة العسكرية الصهيونية تدافع عن شرط وجودها والكامن في عدوانيتها فمثلاً زعمت أنها احتلت الجولان لإبعاد المدفعية السورية عن مستوطنات سهل الحولة ومنذ عدوان 1967 تقوم السلطات الصهيونية بزرع هضبة الجولان بالمستوطنان في أماكن لا تبعد سوى بضعة مئات من الأمتار عن خطوط النار والنتجية في المنطق الصهيوني واضحة فلكي يتم الدفاع عن هذه المستوطنات لابد مرة أخرى من إبعاد المدفعية السورية عنها لكي تتم حماية الأطفال والنساء فيها وعلى هذا النسق لا يمكن وقف هذه العملية إلا عند أقصى حدود الوطن العربي إذا تمكن الغزاة الصهاينة من تحقيق ذلك. هذا وإن عنصر الاستفزاز الدائم هو عنصر ضروري لتقديم حجج مقنعة لممارسة الصهيونية عدوانيتها، وبسبب الظروف المتعلقة بالوضع النفسي وندرة المادة البشرية في الكيان الصهيوني فإن العسكريين الصهاينة يشترطون قبل دخولهم الحرب أن تكون سريعة خاطفة حاسمة وشبه مجانية من حيث الخسائر البشرية وعند توفر ذلك يخوضون الحرب وألا يعملون على تجنبها لأن الوضع النفسي والبشري للكيان الصهيوني لايسمح له بتحمل حرب طويلة أو عالية التكاليف بشرياً حتى ولو كانت النتيجة احتلال المزيد من الأرض وتدمير قوى الطرف الآخر فآلية عمل الكيان الصهيوني ودوره في المنطقة والظروف التي يمكن أن تنزع صاعق هذه الآلة العدوانية المدمرة نسمعه في التصريحات فقبل حرب تشرين 72 عندما زارت (غولدامئير رئيسة الوزراء) أمريكا للحصول على سلاح كتب زئيف شيف مراسل هاآرتص العسكري: (ليس المهم هو عدد الطائرات فانتوم - سكايهوك التي حصلت عليه مئير في واشنطن بل المهم هو الموافقة الأمريكية على الاستمرار في تزويد اسرائيل بالأسلحة) فمبدأ التفوق المطلق للقوى العسكرية الصهيونية هو المبدأ السائد والذي يحقق الطبيعة