تضم أكبر جالية تبلغ حوالي 6 ملايين فهل بإمكان الصهيونية حال تعرضهم لعملية اضطهاد شامل من قبل أمريكا أن تقدم لهم أي شيء. لأن مجرد نقل هؤلاء إلى فلسطين يتطلب من أمريكا وضع كل وسائل مواصلاتها تحت تصرفهم لنقلهم. ثم إذا كان كل الكيان الصهيوني يتعيش تعيشاً طفيلياً على مساعدة أمريكا فهل يضمن الكيان الصهيوني إطعام هؤلاء اللاجئين إليه من اضطهاد أمريكا حتى ولو بالخبز وان التاريخ يدحض مثل هذا الإدعاء فحتى عندما تعرض اليهود للإضطهاد في المانيا كانت النازية المتعاونة مع الصهيونية تعوض على اليهود الذين يقبلون النزوح إلى فلسطين وتدفع لهم ثمن ممتلكاتهم بينما تحرم الباقين من هذا الامتياز. وبالرغم من ذلك فإن الكثيرين من اليهود الألمان لم يهاجروا إلى فلسطين وحتى هؤلاء الذين هاجروا من الاتحاد السوفياتي لم ينهوا الطريق إلى فلسطين بل تساقطوا في فيينا وبروكسل وروما وفضلوا العيش في أمريكا أو أي مكان آخر غير اسرائيل وان نسبة ارتدادهم بلغت 80% من مجموع مهاجري الاتحاد السوفياتي. إن الوجود الصهيوني على الأرض العربية في فلسطين هو وجود وظيفي مرهون بأداء وظيفة محددة وهي استنزاف طاقات ذلك الجزء من الأُمة العربية، والوجود الصهيوني لايمكنه القيام بذلك الدور إلا باتخاذ الطابع العسكري له لهدر الموارد التي يمتلكها ذلك الجزء من الوطن العربي الذي زرع في وسطه الكيان الصهيوني والذي يتميز بامتلاكه الامكانات البشرية الأكثف والأقدر على صنع الحضارة والذي يشكل تهديداً لاستمرار عملية النهب في الأجزاء المحيطة بهذين القطرين (سوريا الطبيعية ومصر) ولذا اعتمد استنزاف طاقات هذين القطرين بزرع وجود استنزافي غايته منع الجهود والموارد من النمو والتقدم...