بعد المسح في جبال الجليل والسامرة ومرتفعات الجولان)([224]). وهكذا يضفون طابع الشرعية والقداسة والحق التاريخي على توسعاتهم وأهدافهم المستقبلية لجعل اسرائيل من الفرات إلى النيل. وبعد حرب 1967 يقول وزير الشؤون الدينية (ها قد عدنا إلى أرضنا ومن الآن إلى الأبد). وقال إيفال آلون (جاء اليهود إلى البلاد لكي يستردوا الأرض التي يعتقدون أنها كانت أرض آبائهم، الأرض التي وعد الله لهم ولذراريهم في العهد القديم المبرم قبل آلاف السنين بين الله وبين إبراهيم)([225]) فهل نسي العالم أو تناسى عن سابقة قصد وتصميم أن شعب فلسطين العريق في القدم والعريق في الحضارة هو الذي عمّر فلسطين قبل أن يظهر اليهود على مسرح الوجود، فعندما جاء إبراهيم الجد متغرباً في فلسطين كان شعب كنعان قد أقام المدن وشيّد المعابد والهياكل وتطلع إلى الله وبنى مدارس الفكر والفن ونظم الحياة الإجتماعية وأوجد القوانين واستغل موارد الطبيعة، وهل نسي العالم أن أرض مابين النهرين وسوريا ومصر هي مهد لأقدم حضارة إنسانية. وفلسطين هي الجزء الجنوبي من سوريا كما عرفها هيرودش منذ القرن الخامس ق. م ويقول كلودشايفر أحد كبار المؤرخين في محاضرة له بباريس: (كل انسان متمدن في العالم يجب أن يكون له وطنان الأول موطن ولادته والثاني سوريا لأن سوريا هي منهل المعرفة الإنساينة للشرق والغرب)([226]). فالحركة الصهيونية والتي تعتبر من أقدر الحركات على استغلال جهل الشعب