وسطحيته استطاع الصهاينة فيها إيهام الناس بمسألة اختيار الله لهم وكانت تصريحات الصهاينة المشفوعة بآيات الكتاب المقدس وأقوال الأنبياء ومعجزات القديسين تنفث السموم القاتلة لتشل العقول. يقول موشي دايان مخاطباً الشعب اليهودي من إذاعة اسرائيل في 12 شباط 1952: (على الشعب أن يتهيأ للحرب وعلى الجيش الاسرائيلي أن يقوم بالقتال وهدفه الأسمى هو بناء الامبراطورية الإسرائيلية). وبعد حرب حزيران واحتلال الضفة الغربية للأردن وسيناء والجولان أعلن السفير الإسرائيلي في فرنسا: (ان اسرائيل لم تأخذ شيئاً يخص شخصاً آخر)([227])لأن هذه الأرض من ضمن ماخططه يهوه في العهد القديم. ولقد استغلت الصهيونية العاطفة الدينية لدى الغرب خاصة البروتستانت وذلك لأن البروتستانتية تدعو أتباعها إلى العودة إلى التوراة حيث صار تاريخ فلسطين الذي يعرفونه هو تاريخ اليهود في فلسطين ويساعد على ذلك كتب التاريخ القديم المتداولة والتي تساعد في بث هذه الأفكار وتثبيتها في العقول. هذا وان كتاب (العصور القديمة) للمؤرخ هنري برستد لم يشر إلى الكنعانيين أهل فلسطين إلا عرضاً أثناء حديثة عن مجيء اليهود إلى فلسطين وقد أفرد أربعة فصول للحديث عن الغزاة اليهود الذين قضوا أكثر من قرنين في احتلال بعض جبال فلسطين ولم يدم ملكهم الذي أقاموه في هذه الأرض أكثر من قرنين ونصف في حين لم يتحدث عن الكنعانيين وحضارتهم التي دامت أكثر من 1500 سنة سوى بفضل واحد فقال (في ذلك الحين أي عند مجيء اليهود كان لدى المدن الفلسطينية