وحتى داود ملك الملوك لم يدخل أورشليم (جاء جميع شيوخ اسرائيل إلى الملك حبرون فقطع داود معهم عهدا في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكا على اسرائيل وذهب داود وكل اسرائيل إلى أورشليم أي يبوس وهناك اليبوسيون سكان الأرض وقال سكان يبوس (أورشليم) لداود لا تدخل إلى هنا فأخذ داود حصن صهيون وهي مدينة داود وقال داود: إن الذي يضرب اليبوسيين أولا يكون رأساً وقائداً اخبارا 11/2) فلا يستطيع أحد أن يقول أن (أرض الميعاد) كانت يوماً في قبضة العبرانيين ففي أسفار التوراة نجد الفلسطينيين مستمسكين بملكية أراضي الجنوب الواطئة الخصبة كما نجد الكنعانيين والفينيقيين صامدين في الشمال([220]) ويقول المؤرخ روبنسن([221]): إنها سخرية عجيبة من سخريات القدر ان كتب على لفظة فلسطين أن تكون مرادفة لكلمة بربري وقد نشأ الاستخدام اللفظي لأن تاريخ أيامهم وصل إلينا عن طريق الاسرائيليين). يقول دين ستانلي المؤرخ: وما جنس الكنعانيين الملعون حسب ما جاء في أسفار العهد القديم إلا ذلك الجنس عينه الذي كنا نتطلع إليه عبر القرون من بلاد اليونان بإعتباره أباً للكتابة والتجارة والحضارة([222]) وقد حدد بن غوريون خطوط الكيان الصهيوني الغاصب المحتل 1950 يوم التقى هرتزل فقال (فليفهم الجميع أن اسرائيل قامت بقوة الحرب وأنها لن تقنع بحدودها وان الامبراطورية الاسرائيلية سوف تمتد من النيل إلى الفرات)([223]).