طارئ ولم تعمر أكثر من سبعين عاماً في عهدي داود وسليمان وقد كان تاريخ ملوك اسرائيل وملوك يهوذا تاريخ ولايتين صغيرتين بين شقي الرص تحركهما على التوالي سوريا ثم بابل من الشمال ومصر من الجنوب وهي قصة نكبات. قصة ملوك برابرة يحكمون شعباً من البرابرة حتى سنة 721 ق. م حين محت يد الأسر الآشوري مملكة اسرائيل من الوجود وزال شعبها من التاريخ زوالا تاما وظلت مملكة يهوذا تكافح حتى اسقطها البابليون سنة 586ق. م وهذه المملكة العبرانية من بدايتها إلى نهايتها مجرد حدث صغير على هامش أحداث تاريخ مصر وسوريا وآشور وفينيقيا إذن فجذور الاحتلال انطلقت من اللحظة التي شتتهم الآشوريون ثم البابليون فراحوا يحلمون بالعودة إلى أرض الميعاد. هذه الأحلام جعلها كتبة العهد القديم نبوءات بأن يهوه سينقذهم من عذاب الأسر وذل النفي ويعيدهم إلى أرض الميعاد. وترسخت في أذهانهم فكرة المسيح المخلص الذي يأتي وينقذهم مما صاروا فيه من الذل والهوان ويعيد لهم مجد داود وسليمان ويكون من نسل داود مملكته في الدنيا يخضع الشعوب لسيطرتهم ويضع أقدامهم فوق رقاب الأمم. وقال النبي أشعيا (يكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه. التي بقيت من آشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائر الأمم ويرفع راية للأمم يجمع منفيي اسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض وينقضان على أكتاف الفلسطينيين غرباً وينهبون بني المشرق معاً ويكون على أدوم ومؤاب امتداد يدهما وينعمون في طاعتهما 11/10) هو الحلم النبوءة بالانقضاض والنهب واخضاع الشعوب التي قهرتهم وأذلتهم وقذفت بهم خارج تخومها حين رأتهم يصلون الشعوب بنار الحقد والكراهية . وحديثاً يقول بن غوريون (إن ماخلق دولة اسرائيل هو رؤيا الخلاص