المسيحي المنتظر لدى شعب مشتت في سائر أنحاء العالم ولكن الدولة لم تحقق الرؤيا بعد)([216]). ففي تموز 1957 دعا بن غوريون إلى مؤتمر عقائدي بالقدس معلناً أن الأمل في الخلاص من التشتت يؤلف إيمان اسرائيل وأن مجيء المسيح المنتظر هي مرتكز قاعدة الإيمان اليهودي وقال: إن فكرة العودة إلى صهيون واحياء الدولة اليهودية ليست من اختراع بنسكر أو هرتزل لأن الرؤيا والأمل بعمر الغربة، وجل مافعلته الصهيونية هو محاولة ارساء هذه الفكرة القديمة في حياة الشعب اليهودي([217]). يقول حزقيال النبي: (كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا افتقد غنمي وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها وأخرجها من الشعوب وأجمعها من الأراضي وآتي بها إلى أرضها وأرعاها على جبال اسرائيل وأقيم عليها، راعيا واحدا فيرعاها عبدي داود. هو يرعاها، وهو يكون لها راعياً وأنا يهوه أكون لهم إلهاً وعبدي داود رئيساً في وسطهم 24/12). إن فكرة مجيء مخلص دعوة سياسية آمنوا بها كباعث على التحرر من وطأة السبي واستعباد الشعوب لهم وكمنطلق ديني يجمع اليهود بـإسم الشريعة وطقوسها وذبائحها وأنظمتها ليعيدوا بناء مجد تخيلوا أنه كان لهم أيام داود وسليمان وهكذا وضعت خطة الرجوع إلى فلسطين وبناء الهيكل في أورشليم ليكون عرشاً للمسيح المنتظر وهذا ما نقرأه لأن من تصرفات ميللر زعيم طائفة (المسيحيون القلقون) في خطة وقحة وتطور خطير لتلك الطائفة التي وصلت طلائعها القدس