والصهيونية ليست وليدة القرن التاسع عشر نتيجة الاضطهاد الذي عانى منه اليهود كما يحلو القول للخورخين بل تضرب جذورها في أرض التوراة وقد أنبتها السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد (على أنهار بابل هناك جلسنا، بكينا عندما تذكرنا صهيون إن نسيتك يا أورشليم تنس يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي. مزمور 127). فتلك هي بذور الصهيونية يحملها العهد القديم يقول أحد الصهاينة الإنكليز (ان الصهيونية قديمة قدم أسر الشعب اليهودي وتدمير الهيكل من قبل نبوخذ نصر). ويقول آخر: صهيون لم تكن مجرد أضغاث أحلام لقد كانت تحف بها قلوب اليهود من شتى بقاع العالم. ومازال الوعد والإله القاطع للوعد والكتاب الحامل للوعد سلاح الصهيونية في كسب تأييد العالم الغربي ومناصرته لها بالسلام والدم والمال. يقول موشي دايان (مادامت التوراة أم الكتب موجودة ومادام للتوراة شعب افلا ينبغي أن يكون لهذا الشعب أرض). وفي 19 آب 1967 يقول: لما كان عندنا كتاب التوراة ونحن أهل الكتاب يصبح لدينا أيضاً أرض التوراة. أرض القضاة والآباء في القدس والخليل وأريحا وجوارها). وفي تصريح آخر يقول: (ان سلسلة الجبال الواقعة غربي نهر الأردن تقع في صميم التاريخ اليهودي). 8- جذور الإختلال امتدت من العهد القديم من يهوه الذي قال (لنسلك أعطي هذه الأرض، تكوين 12/1) وتاريخ القبلية الهمجية اليهودية وقصص الفتك والإبادة التي نفذتها العشائر اليهودية بـإرادة واسم يهوه إلهها الخاص اعتبرت كتاباً مقدساً تتلى نصوصه في الكنائس والمدارس والجامعات لدى الغرب