هذا ما قاله ملك جرار الكنعاني وعندما ماتت ساره قال إبراهيم لبني حث: أنا غريب ونزيل عندكم اعطوني ملك قبر لأدفن ميتي. فقالوا له: في أفضل قبورنا ادفن ميتك، غير أن إبراهيم طلب مغارة (المكفيلة) بثمن فأجاب صاحبها عفرون بكرم ونبل وشهامة وسمو كنعاني: لا ياسيدي اسمعني الحقل وهبتك إياه والمغارة التي فيه لك وهبتها، تكوين 23/11). ويعود السؤال بقوة متى كان اليهود سكان فلسطين الأصليين، ألم يكونوا غزاة على لسان إلههم يهوه، أليست فلسطين أرض الفلسطينيين ومن هنا كان إسمها وعندما جاء الإسلام الحنيف اعتنق الدين الجديد من لم يكن على المسيحية وبقوا في أرضهم ولقد ربط الدارسون قيام دولة اسرائيل وهي لما تزل فكرة بالمطامع الاستعمارية والمصالح الاستراتيجية وقالوا اما الغرب عمد إلى مماشاة اليهود واستغلالهم لتحقيق المطامح والمصالح. وجاء في دائرة المعارف البريطانية، تحت مادة صهيونية: (لقد وجد في انكلترة كتاب سياسيون يطالبون بإعادة إنشاء دويلة يهودية في فلسطين تحت الحماية البريطانية كوسيلة إلى تأمين الطريق البرية إلى الهند) ثم تعود دائرة المعارف لتقول: (ان الاهتمام بعودة اليهود إلى فلسطين قد بقي حياً في الأذهان بفعل المسيحيين المتدينين وعلى الأخص في بريطانيا أكثر من فعل اليهود انفسهم) وقد أو هم دعاة الصهيونية الإنكليز بأن إنشاء دولة يهودية في فلسطين هو ضمان لحماية قناة السويس وسائر المصالح البريطانية في الشرق الأوسط. وهذا هو الظاهر لكن الباطن هو إيمان الانكليز المطلق بالعهد القديم خاصة تعابير الحق المقدس بأرض فلسطين واختيار الله لهم فكبار رجال السياسة كانوا صهاينة أكثر من اليهود وكانوا يرون في إعادة اليهود إلى فلسطين وإنشاء دولة لهم