بالحصول من السلطان عبد الحميد على فرمان سمح بموجبه لليهود بشراء بعض الأراضي وفي عام 1850 وبفرمان آخر تسنى له بموجبه شراء أول قطعة أرض في القدس خارج أسوار المدينة القديمة بحجة إقامة مشفى لكنه عوض المشفى أقام أول حي سكني يهودي في فلسطين وفي القدس بالذات (حي مونتفيوري) ومنذ بداية الستينات في القرن الماضي بدأ اليهود ينشئون الجمعيات لتشجيع الإستيطان في فلسطين ففي عام 1860 تأسست جمعية الإليانس (الاتحاد اليهودي العالمي) في فرنسا برئاسة أدولف كريمييه وعملت على مساعدة اليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي والعمل وإقامة المستوطنات الزراعية. لقد فبركت الإيديولوجية الصهيونية لتكون بمثابة غطاء عقائدي للتمويه على الجوهر الاستعماري للمشروع الصهيوني واظهار دوره في خدمة الامبريالية وكأنه مصلحة يهودية اسرائيلية وبالتالي تضليل اليهود وانتزاعهم من مجتمعاتهم وتهجيرهم إلى فلسطين لتعبئتهم عدوانياً للتصدي للحركات التحررية العربية فالايديولوجية الصهيونية بما تتضمنه من أكاذيب ومفاهيم وأفكار عنصرية رجعية ومقولات مضللة تنطوي على كل مبررات العدوان والتوسع على حساب البلدان العربية بـإسم الحق الديني والحق التاريخي المزعومين. ونعود لنقول أن الصهيونية كفكرة كانت راسخة في عقول المسيحيين بتأثير العهد القديم ثم صارت دعوة أخذ بها مؤسسوا الصهيونية ثم أضحت حركة اجتماعية واسعة على صعيد مؤسسات دينية وأجهزة إعلام ومؤتمرات دولية ومحافل أممية وقد غزت أفكار المسيحيين المتدينين المؤمنين بتنبؤات العهد القديم بقولهم (ان اللّه اختار هذا الشعب ووعده بالأرض وبعد السبي والتشتيت وعده بالعودة إلى أرض الميعاد).