تتلخص بالإستيلاء على مقدرات البلاد الاقتصادية. ذلك التبني لليهود لم يقتصر على بريطانيا وفرنسا فهناك روسيا وهولندا والولايات المتحدة وكلهم مدوا يد المساعدة لليهود من أجل الإستيطان في فلسطين ذلك الاستيطان الذي لم يكن قبل الثلاثينات من القرن التاسع عشر حتى ولا فكرة مجردة بل صلة دينية عاطفية حتى أواسط الثلاثينات . لقد كرس هرتزل (المؤسس الحقيقي للصهيونية السياسية الحديثة) العقد الأخير من عمره داعياً إلى تنظيم المجتمعات اليهودية والتنسيق فيما بينها تحت راية المنظمة الصهيونية العالمية. وأما آل روتشيلد فقد موّلوا الصفقة المعقودة بين رئيس وزراء بريطانيا دز رائيلي والخديوي إسماعيل لشراء أسهم قناة السويس وبما أنهم من الأثرياء فقد كانوا السند الهام لهرتزل الذي دعا إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول أواخر آب 1897 وقال: (في بازل أقمت الدولة اليهودية وإذا ماقلت هذا القول علناً فسأواجه بسخرية من العالم ولكن ربما بعد خمس سنوات وبالتأكيد بعد خمسين سنة سيرى الدولة كل إنسان وسيعترف بها الجميع). وبعد خمسين عاما وفي 15 أيار 1948 قامت دولة اسرائيل المشؤومة وهناك أمر مهم بالإضافة إلى سعي البرجوازية اليهودية وراء المكاسب المادية فإنها وجدت في إنشاء وطن في فلسطين وسيلة للتخلص من عب فقراء اليهود الروس الوافدين إلى أوروبا الغربية. ومن الأقطاب الذين أرسوا دعائم الإستيطان اليهودي في فلسطين موسى مونتفيوري (1784 - 1885) والذي نجح بالحصول على وعد من محمد علي عام 1829 (حاكم فلسطين آنذاك) بمنحه امتياز استئجار أجزاء من أرض فلسطين (200 قرية في الجليل) ولمدة خمسين عاما وبدون ضرائب وفي عام 1849 نجح