ذلك الثوب الكهنوتي الذي يخفي أبالسة الجحيم نراه على (فرانك جناوي) وهو متنبئ مثل هتشلر كرس كتاباته على أن الحركة، الصهيونية هي العلامة الدالة على قرب مجيء المسيح وهو الناطق بـإسم (اخوة المسيح) وقد أصدر عام 1922 كتاب فلسطين والعالم جعل شعار غلافه أرض اسرائيل لشعب اسرائيل. وأما المستر سكوت رئيس تحرير صحيفة المانشستر غارديان فنصب من نفسه دعامة لليهود وصلة وصل بين وايزمن وقادة بريطانيا كلويدجورج وغيره.. وفي ذلك يقول وايزمن: إنني تعرفت على رجل قيمته لا تقدر بالنسبة للحركة الصهيونية لأن عطفه على المثل العليا اليهودية كان عظيماً ونفوذه الشخصي العام كان هائلاً فلماذا إذن نادى أغلب زعماء بريطانيا بالصهيونية وبشروا بها في المحافل والمؤتمرات أكثر من الصهيونيين أنفسهم مثلاً بلفور: ذهب إلى أمريكا واتصل بزعماء اليهود داعياً إياهم إلى نصرة الصهيونية وإلالتفاف حول زعمائها وحتى أنه قال في خطاب له في واشنطن 1917: (إنني صهيوني) وأما لديد جورج ولورد سيسل وغيرهم من ساسة بريطانيا فكانوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم. فحزب العمال البريطاني دعا إلى إجلاء العرب من فلسطين لأجل إيواء اليهود([204])وأما مجلس اللوردات فقد أصدر عام 1944 وثيقة جاء فيها: (على العرب أن يرحلوا من فلسطين إذ لهم أوطان سواها وإلا تعرضوا لمنهج الإبادة). أليس هؤلاء صهاينة ومنهجهم ذلك هو منهج التوراة الذي رسّخ القتل والإبادة قبل أن يرسخ المنهج المسيحي المحبة والعدل والرحمة لقد انتفت من نفوس المسيحيين في أوروبا وأمريكا روح الإنجيل العامرة بالمحبة والتسامح والرحمة وحلت محلها شرائع العهد