وأما الشعب الأمريكي فعطفه خاص على اليهود حيث أن أكثرية من البروتستانت المتأثرين بتنبؤات التوراة وأن رجال الكنيسة البروتستانتية تدخلوا مؤيدين القضية اليهودية عام 1945 وقع قسيس (5000) مذكرة رفعت للحكومة لفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية فأمريكا وبالرغم من أنها ظلت حتى أواخر القرن الماضي بعيدة عن مجال التنافس الاستعماري حول مناطق النفوذ في الوطن العربي بسبب مشاغل أخرى إلا أنه ظهرت بصورة مبكرة مؤشرات تدل على تشجيعها لفكرة توطين اليهود في فلسطين. ففي عام 1818 تلقى مردخاي مانويل نوح (صحفي وكاتب أمريكي يهودي وقنصل أمريكا في تونس) رسالة من جون أدامز الرئيس الأمريكي جاء فيها (إنني أرغب حقاً في رؤية اليهود ثانية في أرض يهودا كأمة مستقلة). وفي مابين الأعوام 1820 - 1841 تأسست في أمريكا حركات دينية تبشيرية تروج لفكرة عودة اليهود إلى فلسطين، لابل حاولت هي نفسها استيطان فلسطين تحت ستار ديني . إذن فهناك مؤشرات كثيرة تشير وتؤكد إلى أن إصرار وعد بلفور تم بالتنسيق بين الحكومتين البريطانية والأمريكية فلقد كانت كل من بريطانيا وأمريكا تبحثان جادتين عن حركة صهيونية لتكون مخفراً متقدماً لحماية المصالح الامبريالية وإذا كانت الدوافع القوية البريطانية بسبب حماية مصالحها في الهند وقناة السويس والبترول يوم كانت بريطانيا دولة عظمى فإن هذه الدوافع انتقلت وبقوة دفع أكبر إلى أمريكا ولنفس الأهداف والتي يتمثل حالياً بالحصول على الطاقة وعلى البترو دولار إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية في مجال الصراع العالمي. وإن إقامة مايسمى بدولة اسرائيل ومن قبلها الحركة الصهيونية لم يكن أصلاً بدافع من