وأما القس المسيحي وليم هتشلر الذي استحوذت على عقله نبوءة حزقيال فإنه اقتحم مكتب هرتزل وقال:أنت هو الذي كنت أنتظره، أنت المسيح المنتظر وذلك بعد قراءة كتاب الدولة اليهودية لهرتزل. ويصف الأب اغناطيوس المتحمس للصهيونية «1827-1908» هرتزل بقوله: (هو يشوعكم الجديد الذي جاء لتحقيق نبوءة حزقيال)([200]). لقد رأوا في هرتزل موسى جديدا أو يشوعاً آخر أو المسيح المنتظر . واليهود قبل هرتزل كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة موسى ليجمعهم في أورشليم ليحصد بسيفه رؤوس جميع الشعوب الأخرى ويدعها تتدحرج تحت أقدامهم([201]). وذلك القس هتشلر الذي قال لهرتزل أنت المسيح. جاء بصحبته إلى مؤتمر بال بسويسرا 1897 معتبراً نفسه سكرتير (المسيح المنتظر) هرتزل وكان يردد في الإجتماع (يحيا الملك) مسيحه هرتزل ملك الملوك. وفي عام 1884 أصدر كراساً بعنوان (ارجاع اليهود إلى فلسطين حسبما ورد في أسفار الأنبياء) وكان القس هتشلر الصهيوني يكرر دائماً على مسامع هرتزل قوله: (لقد مهدنا السبيل لك)([202]). ولهتشلر حسابات باعتبار الشهر النبوي لدى اللاهو تبين يساوي ثلاثين يوماً نبوياً واليوم النبوي يساوي سنة فبضرب 42×20= 1260 يوما نبوياً واعتبر دخول عمر بن الخطاب إلى القدس 627م بداية دوس الأمم للمدينة المقدسة فيضاف 1260 يكون 1897 نهاية دوس الأمم وبدء عودة اليهود إلى سابق عزهم ومجدهم وتظهر صهيونية القس الانجيلي في حمله لخريطة فلسطين وقوله لهرتزل (يجب أن تكون حدودنا