إن الوعود الإلهية المنسوبة إلى يهوه كانت لتبرير عملية الإستيلاء على الأرض (لأنها ميراث وعد مقدس). وسفر التكوين في تدوينه خضع لعوامل سياسية واجتماعية ولم يأت إلا بسرد أخبار قبيلة أنهكها الترحال ونرى الإله يهوه يحجب بركته عن سكان الأرض الأصليين واعداً قبيلته بتمليكها أرضهم بعد حجب البركة وإنزال اللعنة بتلك القبائل والشعوب الأخرى وهذا الوعد الإلهي أعطي بأرض لم تعرفها القبيلة اليهودية قبلاً وكانت مأهولة بأصحابها الذين سطروا فيها الأمجاد والقيم. والوعد كان بتمكينهم الإستيلاء على جنة أرضية بعد إفناء أهلها سواء كانت أرض كنعان الفائضة لبناً وعسلاً أم تلك الحادية الأنهار الأربعة دجلة والفرات والنيل والنهر الهندي المقدس؟! جاء في الصفحة 12 من كتاب تيودور هرتزل لألكس بن: (رأى هرتزل حلماً قال فيه: ظهر لي المسيح الملك فطوقني بذراعيه وحملني بعيداً على أجنحة الريح حتى التقينا على احدى الغيوم بصورة موسى. فالتفت المسيح إلى موسى مخاطباً إياه: (من أجل هذا الصبي كنت أصلي)ثم قال لي: اذهب واعلن لليهود بأنني سوف آتي عن قريب لأجترح المعجزات الكبيرة وأسدي الأعمال العظيمة لشعبي). وفي عام 1895 قال الحاخام غودما لهرتزل (كأنني أرى موسى بلحمه وعظمه... ربما كنت ذاك الذي اصطفاه اللّه)([199]).