رابية من جماجم الأموات عادت إلى حقدها الوثني واجتياحها البربري حين أرادت إحياء بربرية اليهود وتجديد وحشيتهم وأمريكا الصهيونية تريد عالم أتباع يسيرون في ركابها ويحققون مطامعها ويعيشون على فتات موائدها. تريد العالم قطعانا من العبيد تماماً كما يريده اليهود وكما عبرت عنه ثوراتهم وذلك العهد القديم فلماذا أراد إليه التوراة (عهده) تأسيس مملكته في أرض فلسطين وأراد أن يعمر بيته على جبل صهيون وأراد للأمم كل الأمم أن تأتي إليه تقدم الطاعة والخضوع؟ ولماذا اختار اللّه اليهود من بين سائر الأمم وكان إلهاً خاصاً بهم ولماذا اصطفى فلسطين وطناً لهم وموطناً بيته وسكناه ولماذا لا يجد اليهودي إلهه إلا في فلسطين وفي هيكل أورشليم وعلى جبل صهيون؟... إنه إله التوراة (يهوه) ذلك المتكلم بلسان كاتب التوراة المسبي من نبوخذ نصر.. إله التوراة خطط حدود اسرائيل الحسية في مابين الفرات والنيل بقوله (لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات)(تكوين 15/18) وأما حدودها المعنوية فتشمل أربع جهات الأرض هكذا وعدهم يهوه: (وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك ليؤتي إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم لأن الأُمة والمملكة التي لا تخدمك تبيد وخراباً تخرب الأمم) (أشعيا 60/10). ثم يكمل كاتب التوراة خيالاته فيقول بلسان يهوه: (يجمع الرب منفيي اسرائيل ويضم مشتتي يهوه من أربعة أطراف الأرض وينقضان على أكتاف الفلسطينيين غرباً وينهبون بنى المشرق معاً) (أشعيا 11/12) ثم يقول: (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بني الغريب حراثيكم وكراميكم أما أنتم فتدعون كهنة الرب تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون) (أشعيا 61/5).