تتحدث عن وجود 8 مليون فلسطيني داخل فلسطين مقابل 6 مليون يهودي عام 2020 فأي مستقبل ينتظر الأقلية اليهودية في هذا المحيط البشري الرافض لها؟ 4ـ العامل الدولي لقد جرى تسويق مشروع التسوية الراهن عربياً وفلسطينياً بشكل أساسي لاختلال ميزان القوى الدولي لصالح التحالف الاميركي ـ الصهيوني بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويجري التعاطى مع مسألة النظام الدولي في السياسة العربية باعتبارها من المسلمات الأبدية التي ترى في النظام الدولي الراهن نظاماً أحادي القطبية تتربع على عرشه الولايات المتحدة بلا منازع. على النقيض من ذلك، تؤكد دراسات دولية جادة بأن النظام الدولي الراهن لم يعد نظاماً أحادي القطبية بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هو نظام هجين بين الاحادية والتعددية في ثلاثة مستويات معقدة، الأول تنفرد به الولايات المتحدة كقوة عظمى والثاني يشتمل على مجموعة من القوى الرئيسة في النظام الدولي تشمل فرنسا وألمانيا في أوروبا، وروسيا في (أرو ـ آسيا) والصين في شرق آسيا والهند في جنوب آسيا وايران في جنوب غرب آسيا والبرازيل في اميركا اللاتينية وجنوب افريقيا ونيجيريا في افريقيا وفي مستوى ثالث هناك دول ثانوية تشمل بريطانيا في مواجهة فرنسا والمانيا واوكرانيا في مواجهة روسيا، واليابان في مواجهة الصين وباكستان في مواجهة الهند، والسعودية في مواجهة إيران، والأرجنتين في مواجهة البرازيل. إن إدارة الولايات المتحدة للنظام الدولي الراهن تعتمد بالدرجة الأولى على إثارة وتأليب دول المستوى الثالث ضد دول المستوى الثاني الرئيسة لإشغالها