ظل اتفاقات السلام فإنها تمثل تحدياً بل تبديداً مزمناً لكل قواهم وعبئاً يشل قدراتهم على النهوض. إنّ تدمير الإمكانات العسكرية العراقية على يد اميركا والتحريض الدائم على إيران وسوريا ومصر بحجة امتلاكها لصواريخ بعيدة المدى تهدد الامن الاسرائيلي دليل واضح أن مستقبل القوة العربية والإسلامية رهينة الوجود الصهيوني في المنطقة. لقد اثبتت التجارب أن أي من الدول القطرية في المنطقة لا يمكن ان تتمتع بسيادة كاملة على مواردها وقرارها طالما أن اسرائيل قائمة وهذا يعني أن لا بديل أمام العرب والمسلمين عن بناء القوة الإسلامية لمواجهة القوة الصهيونية المتنامية ولتحسين موقع العالم الإسلامي على خريطة النظام العالمي. 3ـ العامل الديمغرافي في اللحظة التي يتمكن فيها العرب والمسلمون من امتلاك القوة التي تحيد السلاح النووي في مجال الصراع مع الدولة اليهودية فإن الأخيرة ستواجه قدرها المحتوم الذي واجهته كل الكيانات الغربية التي تزرع في محيط بشري مناقض ومعاد لها، والمثال الحي الذي تختزنه ذاكرة المنطقة هو مصير الكيانات الصليبية التي تفككت وزالت بعد مائتي عام على وجودها في قلب المشرق الإسلامي. إنّ الشرق الأوسط الذي تحلم اسرائيل بأن تكون قطعة طبيعية في نسيجه سيفوق تعداد سكانه العرب والمسلمين ثلاثة أرباع الميليار خلال عقدين من الزمان، بل ان تقديرات الميزان الديمغرافي الفلسطيني ـ الصهيوني لذات الفترة