وتطويقها ومنع صعودها كقوة إقليمية مهيمنة كما يقول صامويل هنتنجتون في احدث دراسة له في مجلة السياسة الخارجية الاميركية وفيها يؤكد على فشل نظام الهيمنة الاميركية ويتنبأ بأن يشهد القرن الحادي والعشرون نظاما متعدد القطبية. ما نود التأكيد عليه هنا أن النظام الدولي وميزان القوى الذي يفرزه ليست مسألة ثابتة في التاريخ بل هي عرضة للتغير نتيجة عوامل كثيرة وهذا ما أدركه قادة الكيان الصهيوني منذ انتهاء الحرب الباردة فقادوا حملة واسعة من الانفتاح على معظم دول العالم تحسباً لأي انقلاب في موازين القوى العالمية مستقبلا. يظل السؤال الهام حول موقع العالم الإسلامي في النظام الدولي وهل يمكن أن يبرز المسلمون ككتلة واحدة بكامل امكاناتهم الاستراتيجية والحضارية حتى يكون لهم كلمة في رسم مستقبلهم ومستقبل الصراع مع المشروع الصهيوني ـ الغربي وهم يشكلون خمس سكان العالم؟ إذا كان واقع الحكومات لا يوحي بالايجاب فانّ الرهان الحقيقي يظل على الشعوب خزان القدرة الهائل والوعاء الذي حفظ الأُمة بحمله وحفظه لعقيدتها في الضمائر والقلوب عندما تنهار العروش والدول. إن التفاعلات التي قد تطرأ على العوامل السابقة وغيرها كمحددات للصراع، ستثبت كما هي التجربة التاريخية للأمّة، أن الغزوة الصهيونية ستندحر، وأن انتخاب الغرب الإسلام عدواً هو انزياح طبيعي بالصراع إلى سياقه التاريخي الذي سيوصل إلى نقطة الحسم لصالح الإسلام ولن تكون فلسطين بأي حال من الأحوال أندلس ثانية بل إن «اسرائيل» المملكة الصليبية الجديدة هي التي ستمحى من الوجود طال النهار أم قصر.