ان مستقبل هذا الصراع لا يتحدد بأوهام الرخاء والاستقرار التي تشيعها أميركا واسرائيل في ظل عملية التسوية في المنطقة ولا بالاحلام التي تقف عند حدود المبشرات الغيبية لدى المتمسكين بثوابت الأُمة العقدية والتاريخية. ثمة محددات موضوعية مختلفة يتوقف عليها مستقبل الصراع وفلسطين نذكر منها بإيجاز: 1ـ الإمكانات الأيديولوجية والعقدية لقد اثبتت التجربة التاريخية للامة الإسلامية أن العقيدة هي السلاح الأمضى والعامل الأهم الذي حفظ الأُمة عندما سقطت الدول والنظم السياسية الإسلامية المختلفة. لقد غابت الدول وسقطت المراكز الإسلامية في أتون الصراع المحلي والدولي، لكن التواجد الإسلامي الحضاري ظل قائماً ومتميزاً لأنّ الإسلام عقيدة التوحيد لم يسقط من ضمير ووجدان وحياة المسلمين، إنّ العقيدة وروح الجهاد هي التي حشدت المسلمين وأعطت الدول الإسلامية قدرة على التعبئة أكبر من طاقاتها وامكاناتها المادية التي كانت تتآكل بفعل الصدامات والصراعات الداخلية. إنّ إعلان الغرب وأميركا الحرب على الإسلام والمسلمين اليوم بدعوى محاربة الإرهاب هو بمثابة حرب تدميرية لعامل التعبئة والتحفيز الاهم الذي يمكن ان يمثل نوعاً من التعويض للقصور المادي الراهن في القوة. لذا فان انخراط الحكومات الإسلامية في هذه الحرب الصليبية على الإسلام