أي مستقبل للصراع.. أي مستقبل لفلسطين؟ في ظل الهجوم الاميركي ـ الصهيوني الكاسح في المنطقة أصبح المتمسكون بفلسطين متهمون على الأقل بالطوباوية واللاواقعية وأنهم لا يملكون حلاً عملياً يمكن أن يسمح به الغرب أو النظام الدولي الراهن. ومثل هذا الطرح يتجاهل كافة المسلمات السالفة الذكر حول دور الغرب في الصراع وهي مسلمات تقود إلى بديهة ومسلمة راسخة في عالم اليوم أن لا أحد في الغرب يقبل بزوال أو تفكيك أو حتى إضعاف اسرائيل وإنهاء تفوقها على محيطها، حتى الاتحاد السوفيتي صديق وحليف العرب السابق لم يكن يسمح بزوال اسرائيل. وفي الجدال الذي نشب في المنطقة والعالم حول مستقبل علاقة اسرائيل بالغرب وبالذات الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة وهو جدال غير مبرر برأينا، انتصرت وجهة النظر القائلة بالاهمية الاستراتيجية القصوى لاسرائيل ليس كشريك وحليف للولايات المتحدة الاميركية فقط في الحرب ضد «العدو الجديد»: الإسلام، بل في شريك وحليف للنظام العربي الذي اصطف واسرائيل في خندق واحد تحت المظلة الاميركية في قمة شرم الشيخ. هذا يعني أن مستقبل الصراع على فلسطين هو مستقبل الصراع مع الإسلام في المنطقة والعالم وحين تكون اسرائيل هي رأس الحربة الاميركية في هذا الصراع فأنّ المشكلة في العالم الإسلامي تصبح أكبر من مشكلة فلسطين المشكلة هي اسرائيل في مواجهة دول المشرق العربي والإسلامي التي ترفض الاصطفاف في الخندق اليهودي لمواصلة الحرب اليهودية الصليبية التاريخية ضد الإسلام والمسلمين.