الجادة بدأت عقب هزيمة عام 1967 في إشارات مؤتمر الخرطوم ثم قبول عبدالناصر لمشروع روجرز عام 1969 وصولاً إلى توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد عام 1979 ثم مشروع فهد (1981) وقمة فاس (1982) التي عبرت عن القبول العربي بوجود اسرائيل والاعتراف بها وصولا إلى مدريد عام 1991 إثر حرب الخليج الثانية والانطلاقة الاميركية الجديدة في المنطقة وقد أسفر ذلك عن توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 ونشوء سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية ثم اتفاقية وادي عربة عام 1994 بين الاردن واسرائيل ثم باقي الاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية التي كان آخرها واي ريفر 1998. ان القراءة السريعة لتاريخ الصراع في المنطقة تظـهر أن خياري «الحل السلمي» و«الحل العسكري» ليسا منفصلين عن بعهضا فمن خسارة الانظمة الليبرالية العربية لحرب عام 1948 مرورا بهزيمة الانظمة التقدمية عام 1967 إلى هزيمة منظمة التحرير واجتياح بيروت عام 1982 كان المراد إيصال المنطقة إلى نوع من الاستسلام الذي يوصل إلى الاعتراف الكامل بإسرائيل في ظل خلل فادح في ميزان القوى لصالحها يفرز باستمرار عوائق جديدة أمام العرب للقدرة على الحرب. لكن المؤكد أنّ السلاح النووي الإسرائيلي أو التفوق النوعي في التسليح والأمن والجيوش ليست أكثر خطورة على القدرة العربية على الحرب من اتفاقات السلام والاعتراف بشرعية اسرائيل. فالشرعية التي تمنحها القوة الظالمة أو المساعدة الأجنبية للقوى العظمى للكيان الصهيوني لا تساوي شيئاً أمام توقيع صاحب الحق على صك التنازل التاريخي عن فلسطين وهذا ما جرى التأسيس له في اتفاق اوسلو، وينتظر إتمامه في ما يسمى الحل النهائي للصراع الذي يجري تسويقه تحت شعار إعلان الدولة الفلسطينية على فتات الأرض.