هذا المرض الحضاري إلى أوساط العلماء والأمراء فتظهر آثاره في التعصب والحقد والبغضاء والعداوة وطلب الدنيا والشهوات والانشغال بالجزئيات عن الكليات وبالهموم الصغيرة عن الهموم الكبيرة ثم يتطور إلى الظلم والجور والعدوان إلى غير ذلك مما نشاهده في ثنايا عالمنا الإسلامي الحاضر أو في تاريخه. ولمعالجة هذا السبب نحتاج إلى حركة سياسية وحركة روحية وأخلاقية وقيمية واسعة يمكن أن نسميها بحركة التزكية والتطهير وذلك بإحياء القيم الإسلامية والأخلاق الإلهية عن طريق الوعظ والإرشاد وعن طريق التربية والتزكية وعن طريق القدوة الصالحة وعن طريق احياء العواطف والمشاعر النبيلة في حب الله تعالى والنبي وأهل بيته الكرام وأصحابه الإبرار والتابعين لهم بإحسان([4])، وعن طريق إقامة الشعائر الإسلامية. ثالثاً: العامل الخارجي والتآمر الاستكباري وهيمنة الكفر العالمي على بلادنا ومقدراتنا حيث كان يرى بأنّ أحد أهم الوسائل الأساسية للتسلط هي إشاعة التفرق والاختلاف وإثارة النعرات العرقية والتعصب المذهبي والقبلي والجغرافي وإيجاد فتائل الاشتعال وصواعق الإنفجارات المحلية وتسليط الطغاة والظالمين واستخدام وسائل القهر والقمع لفرض الفساد والضلال والتشتت على الأُمة. ولاشك انّ هذا السبب للاختلاف هو من أشد وأقوى الأسباب تأثيرا في عامل التفرقة والتمزق والضعف الذي تواجهه الأُمة في هذا العصر. وقد أصبح هذا السبب الآن من أعظم الأسباب بعد ظهور نظام القطب الواحد