وإذا كانت ذروة الرفض العربي تجسدت في مؤتمر الخرطوم عام 1967 بلاءاته الثلاث الشهيرة لا اعتراف لا مفاوضات، لا صلح مع اسرائيل، فإنّ انخفاض سقف الاهداف العربية إلى مجرد إزالة آثار عدوان 1967 زرع بذرة الميل العربي الأولى الهامة نحو التسوية، بل أسس قبول العرب لقرار 242 لفكرة النظام الاقليمي الشرق أوسطي الذي يغض الطرف عن اسرائيل ما قبل هزيمة حزيران الأمر الذي أعطى إسرائيل ذريعة ادعاء حق السيادة والملكية لكامل أرض فلسطين، ورفض الاعتراف بأنها سلطة محتلة لأراضي 1967. وبرغم الانتصار الجزئي الذي حققه العرب في حرب 1973 إلاّ أنّ الهزائم المتكررة والتفوق العسكري المذهل لاسرائيل المتسلحة بالدعم الاميركي اللامحدود والمدججة بترسانة من الاسلحة النووية أوصل النظام العربي إلى قناعة استحالة حسم الصراع بالخيار العسكري. ولم يكن غريبا في ظل ارتباط منظمة التحرير أو حركة التحرر الوطني الفلسطيني بحركة التحرر العربي، أن تنسحب هذه القناعة لدى قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، التي انتهى بها الامر ليس إلى نبذ الكفاح المسلح كطريق لتحرير فلسطين بل إلى ملاحقة وتصفية النضال الجماهيري (الانتفاضة) وكذلك الإسلامي المسلح لصالح العدو. ب ـ نهج التسوية السلمية يمكن القول إن هذا النهج بروحيته الراهنة قديم قدم الثورة الفلسطينية المعاصرة حيث بدأ مبكرا في دعوة الرئيس التونسي أبو رقيبة عام 1965الى الإعتراف باسرائيل على أساس قرار التقسيم لعام 1947 لكن الارهاصات