القطرية التي اعادت تعريف الصراع إلى صراع فلسطيني ـ اسرائيلي ثم إلى نزاع فلسطيني ـ اسرائيلي، الفلسطينيون فيه هم أهل الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين لا تزيد عن الضفة الغربية وغزة التي جرى القبول الفلسطيني والعربي الرسمي بتعريفها في اتفاق أوسلو كأراض متنازع عليها لا أراض محتلة. إنّ هذا الانهيار أو الاخفاق في تحديد اطراف الصراع سواء على صعيد الأُمة أو على صعيد أعدائها أوجد صحوة لدى قطاعات واسعة من جماهير الأُمة لتعيد قضية فلسطين والصراع من أجلها على النصاب التاريخي والطبيعي كقضية إسلامية أولا وعربية ثانياً وفلسطينية اخيرا حيث الأُمة كلها في مواجهة التحدي الغربي ورأس حربته الكيان الصهيوني. 3ـ آلية وإدارة الصراع يجمع المراقبون لمسيرة الصراع بعد قرن على انطلاقة المشروع الصهيوني ونصف قرن من قيام الدولة اليهودية على انه لم يكن هناك استراتيجية عربية إسلامية للتصدي للمشروع الصهيوني وبشكل عام تم التعامل مع المشروع الصهيوني تاريخياً من خلال نهجين رئيسين: أ ـ نهج الرفض والمقاومة منذ بدايات الهجمة قاوم الفلسطينيون والعرب المشروع الصهيوني وخاضت الأنظمة العربية عام 1948 حربا نظامية خسرها العرب وانتهت بإقامة دولة الكيان لكن الرفض للكيان الصهيوني استمر واستمرت المواجهة العسكرية فخاض العرب حروباً في أعوام 1956، 1967، 1973، 1982، على خلفية أن اسرائيل تشكل خطراً على الأُمة العربية بأسرها ولا ينحصر تهديدها في فلسطين.