إذا، فالصراع على فلسطين في المنظور الإسلامي ليس صراعاً على الأرض أو الثروات أو الموقع الإستراتيجي فحسب بل هو صراع حضاري شامل له جوانبه وأبعاده العقدية والثقافية والاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية هذه الابعاد هي منشأ فكرة مركزية فلسطين في الصراع الاستراتيجي الاقليمي والدولي والحضاري الراهن. 2ـ أطراف الصراع لقد كلفت القراءة الخاطئة لطبيعة الصراع الأُمة الإسلامية عقوداً من التضحيات والتكاليف حتى أفصحت الإستراتيجية الغربية بقيادة اميركا عن نفسها بعد انتهاء الحرب الباردة وأعلنت الإسلام عدواً للغرب وأنه الخطر الذي يتهدد المصالح الغربية في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل. لم تقف القراءة المغلوطة للصراع عند حد استبعاد الإسلام كأيديولوجيا وعقيدة حية قادرة على قيادة الصراع وإشعاله في السياق التاريخي والقرآني الذي يقود ضمن سنن وشروط إلهية إلى النصر الحتمي بل استبعدت الإسلام ككتلة بشرية يصل تعدادها اليوم المليار مسلم من غير العرب فحرمت الأُمة في صراعها مع الغرب ميزة العامل الديمغرافي وميزة التنوع العرقي الذي وظف إبداع الأعراق والاجناس المختلفة في بناء حضارة ومجد الإسلام فطرحت فلسطين قضية عربية لا تخص أهل تركيا وايران وماليزيا واندونيسيا وباكستان وغيرها من بقاع دار الإسلام التاريخية وسمي الصراع من أجلها بالصراع العربي ـ الصهيوني. كان طبيعياً أن لا يصمد هذا الطرف طالما استند إلى قاعدة التجزئة والدولة