الأوروبي، الماركسي أو الليبرالي، الذي ينظر إلى الحدث كحالة طارئة نتجت عن تطور الرأسمالية التي تطورت بدورها إلى امبريالية، هذا التفسير يطمس مركزية فلسطين في الصراع التاريخي بين الأُمة والغرب، ولا يرى في زرع الدولة اليهودية استمراراً تاريخياً للمعارك التي خاضتها الأُمة في اليرموك وأجنادين وحطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بل جرى التأكيد على نفي الجانب العقائدي عن الحروب الصليبية وقطع سياقها مع الهجمة الغربية الحديثة برغم إعلان الجنرال الانجليزي (اللنبي) عندما دخل القدس عام 1917 «اليوم انتهت الحروب الصليبية» وما أعلنه الجنرال الفرنسي «غورو» في دمشق «ها قد عدنا يا صلاح الدين» عندما وقف على قبره. لم يكن حصر طبيعة الصراع وأبعاده في الجانب الاقتصادي الامبريالي أو حتى ربطه بسايكس بيكو ضد الأُمة العربية لتظل قضية فلسطين مجرد قضية تحرر وطني معزولا عن الغزو الثقافي الغربي الذي كان من أهم اهدافه استبعاد المنظور الإسلامي للصراع حيث الإسلام هو المولّد الأكبر لمحفزات وديناميات المقاومة ضد الهيمنة الغربية فلابد من تحييده أو مواجهته عن طريق القمع المباشر لكل محركات الدين الإسلامي في المجتمع. إنّ الإسلام كعقيدة توحيدية لكل الشعوب والأجناس التي اختارته كدين سماوي، يطرح نفسه من خلال القرآن باعتباره المرجعية في قراءة حركة بني اسرائيل والظاهرة الاسرائيلية في كل مراحل نموها. «ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل أكثر الذي هم فيه مختلفون» ليس من الممكن إسلامياً قراءة وفهم الصراع مع بني اسرائيل خارج حدود هذا النص وغيره من النصوص القرآنية التي تربط بين الإسلام وفلسطين وبني إسرائيل.