سعيه ومصالحه في المنطقة من هنا أصبح وجود اسرائيل بالنسبة للغرب طبيعياً وشرعياً فيما استمر رفضها أو مقاومتها بأي شكل من الاشكال يمثل خرقاً للشرعية الدولية! كان زرع الكيان الصهيوني في قلب فلسطين احد ثلاثة حلقات مركزية استكمل بها الغرب هجمته على الوطن الإسلامي فمن اجل ان يقوم هذا الكيان ويضمن له العيش والاستقرار كانت التجزئة في اتفاقية «سايكس بيكو» لضرب وحدة الأُمة التاريخية والتي تزامنت مع انقلاب الحركة العربية ضد الدولة العثمانية لصالح الاجتياح الغربي للمنطقة والحلقة الثالثة هي تدمير هوية الأُمة وشخصيتها الحضارية من خلال الغزو الثقافي الذي تمثل في استيراد وكلاى الغرب في بلادنا منظومات وقوالب فكرية غربية لتدمير عقولنا وأرواحنا وقطع صلتنا بالإسلام الذي اوجد هذه الأُمة وصنع حضارتها العظيمة. وقد تركت هذه الحلقات بصماتها على ما يسمى بالصراع العربي ـ الصهيوني أو صراع الأُمة مع المشروع الصهيوني ـ الغربي من اجل فلسطين كما يلي: 1ـ طبيعة وأبعاد الصراع لم تتجاوز قراءة الاتجاه العلماني العربي بألوانه المختلفة للصراع حدود التسويات الدولية التي فرضها الغرب على المنطقة مع بداية القرن بل في ظل نمو حركات التحرر ضد الاستعمار ساد الرأي بأن الصراع في فلسطين مجرد صراع بين امبريالية تطمع في نهب الثروات وتصدير رؤوس الأموال وفتح الاسواق وبين شعب يكافح من اجل نيل حريته واستقلاله وحق تقرير مصيره كأي من حالات مقاومة الإستعمار الحديث اي ان هذه الرؤية لا تقدم تفسيراً للصراع إلاّ فى حدود المنظور