الجرائم التي قام بها الغرب ضد اليهود». ويقول «ولكن ادعاءهم بأن ما اقترفته النازية بحقهم من جرائم تقضي باعطائهم وطناً خاصاً بهم فهو ادعاء مردود من اساسه، فإذا وجد لهذا ما يبرره فإنّ هذا الوطن الخاص يجب ان يمنح لهم في الأرض الألمانية لا في الاراضي العربية التي يملكها أهلها منذ ثلاثة عشر قرناً». 5- لقد انتقل مركز الثقل الغربي في دعم الكيان الصهيوني منذ نشأته إلى الولايات المتحدة الاميركية التي تأكد دخولها إلى المنطقة بقوة بعد فشل العدوان الثلاثي ـ بريطانيا وفرنسا واسرائيل ـ على مصر عام 1956 لقد تحركت الولايات المتحدة لتوفير الحماية المباشرة لاسرائيل التي انتهت إلى حالة من التماهي بين الطرفين الأميركي والصهيوني في المنطقة. 6- رأى الغرب في الكيان الصهيوني بتكوينه العقائدي والفلسفي امتدادا للغرب ورأس حربة له في قلب العالم الإسلامي على كل المستويات، فالكيان من وجهة النظر الغربية تجسيد لنبوءة الكتاب المقدس وبيت الرجل الابيض (الاشكنازي) رسول الحضارة الغربية في الشرق الإسلامي وقاعدة الاستعمار الغربي والامبريالية في قلب الوطن الإسلامي الطافح بالخيرات والموقع الاستراتيجي بين اسيا وافريقيا الذي يشطر الوطن العربي شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وواحة الديمقراطية الغربية في بحر الديكتاتوريات العربية والإسلامية وكلب الحراسة الغربية لضمان تدفق النفط إلى شرايين الحضارة الغربية وأداة الغرب الرئيسة لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي في المنطقة أثناء الحرب الباردة وقاعدة النظام العالمي الجديد في مواجهة الخطر الإسلامي الصاعد. ضمن هذا السياق كانت «الدولة اليهودية» مشروعاً استراتيجياً يلتمس به الغرب إلى جانب الحفاظ على ميراثه الاستعماري غفران ذنبه، وضمان استمرار