الذي جرى وصفه في الغرب بالتعبير المخادع (الترانسفير) الذي كان يعتبر وسيلة مشروعة لحل النزاعات بين الامم. 2- لقد عكس خروج اليهود من اوروبا لاحتلال فلسطين دوراً بارزاً للمسيحية الغربية بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي وان بشكل مختلف في اقامة الدولة اليهودية فالصراع بين اليهود والكاثوليك ونظير الاخيرين إلى اليهود باعتبارهم قتلة المسيح المنحطين شكل عامل طرد لليهود من اوروبا على قاعدة الكراهية لهم. اما البروتستانتية التي أنتجت الصهيونية المسيحية فاليهود من وجهة نظرهم هم اداة لخلاص العالم الذي لن يتحقق إلاّ بعودة اليهود إلى «ارض الميعاد» فلسطين. 3- شكل الدين أهم عنصر من عناصر التعبئة الصهيونية حيث خلعت الحركة الصهيونية القداسة على مشروعها ارضاً (ارض الميعاد) وشعباً (شعب الله المختار) فكانت «الدولة اليهودية» في المشروع الصهيوني وطنا منحه الرب ليهود العالم ولم يجر استبعاد الدين أو الحرب عليه داخل المشروع الصهيوني لا في اختيار موقع الدولة أو رموزها أو نظامها السياسي الذي يكفل للاحزاب الدينية المشاركة الكاملة في الحياة السياسية. 4- أراد الغرب الذي احتضن المؤتمر الصهيوني وأصدر وعد بلفور وصك الانتداب واعترف بالكيان الصهيوني، أن يحصل على صك غفران من الحركة الصهيونية بشأن مأساة اليهود والمذابح التي تعرضوا لها في اوروبا. لقد اشترى الضمير الغربي صك غفرانه بصك غفران منحه مقدماً للمشروع الصهيوني عن كل الجرائم التي سترتكبها الصهيونية في حق شعب فلسطين. وهذا ما لاحظه المؤرخ البريطاني توينبي حين رأى أن «ليس من العدالة أن يدفع عرب فلسطين ثمن