من العالم. وهي أقليات تشكل كيانات ثقافية حضارية في قلب اوروبا والاميركيتين وداخل الحضارات الاسيوية المعاصرة. 5- الإسلام كرسالة عالمية خالدة صنعت من عرب الصحراء أمة عملاقة وقدمت للبشرية واحدة من أهم الحضارات التي عرفها التاريخ. 6- واخيراً، فلسطين، الأرض المباركة والمقدسة، نقطة إلتقاء القارات، ومهبط الديانات، وصعود الحاضرات، وصراع الاستراتيجيات. إنّ هذه المزايا بدون شك يمكن أن تخلق من العالم الإسلامي قوة عظمى تستطيع التفوق على القوى الأخرى، لكن الواقع أنّها جعلت منه هدفاً للأطماع الأجنبية التي كانت فلسطين ولا زالت مجالاً لاكثرها بشاعة، ألا وهي الاطماع الصهيونية الغربية. لم يكن احتضان الغرب للمشروع الصهيوني يمثل تحالفاً بين جسمين منفصلين جمعتها المصلحة فقط فالحركة الصهيونية هي نتاج الفكر والمناخ الغربيين بل ان تاريخ الصهيونية هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارة الغربية، وإذا أردنا أن نرصد دور الغرب في اغتصاب فلسطين وانشاء الدولة اليهودية فاننا نسجل الملاحظات التالية: 1- إن اغتصاب فلسطين كان الصيغة الغربية الجديدة لحل المسألة اليهودية بعد فشل الحل النازي بإبادة اليهود، لذا لم يستطع (ضحايا النازية) من قادة المشروع الصهيوني تحمل العبء الأخلاقي باستخدام سلاح الإبادة ضد فريستهم أهل فلسطين، ذلك السلاح الذي عندما استخدم ضدهم شكل مصدر الشرعية الأساس في الدعاية الصهيونية لاحتلال فلسطين، من هنا عدلت الحركة الصهيونية عن الإبادة فاختارت اسلوب طرد وتهجير سكان فلسطين الاصليين