وهو الجيوش والنظم العسكرية وهو أجهزة قمع وقهر الإنسان من سجون ومعتقلات وشرطة ومحاكم. هو كل هذه الاشياء وغيرها مما أسهمت في تحقيق انجازات مادية هائلة تقوم عليها حضارة الغرب المعاصرة لكنها انتجت بذرة فنائها التي تهدد مقومات الحياة الإنسانية التي تتجلى ليس في الايدز والمخدرات وتلوث البيئة فقط بل في فكرة الصراع التي طبعت في الذهنية وبالتالي الحياة الغربية على مدار التاريخ لقد بلغ عدد الذين أزهقت أرواحهم من جراء الحروب والصراعات في القرن العشرين فقط حسب بعض التقديرات 168 مليون نسمة. وحين تكون اليهودية والمسيحية إحدى المكونات الآيديولوجية الأساسية للغرب فمن الطبيعى القول بأن الصدام بين الغرب والأمّة قديم قدم الإسلام الذي هو جوهر شخصية الأُمة وهويتها الحضارية. لكن الهجمة الصليبية التي أطلقت الكنيسة شرارتها أواخر القرن الحادي عشر الميلادي لتحرير بيت المقدس من المسلمين بنداء البابا أوريان الثاني «فلينهض الغرب لنجدة إخوانه المسيحيين في الشرق» مثلت المحطة الابرز لتورط الغرب الاوروبي في الزحف الاستعماري نحو المشرق الإسلامي لاحتلاله واخضاعه ككيان حضاري ديني ثم جغرافي سياسي. وعلى مدار القرون الأربعة الأخيرة تعرّض العالم الإسلامي لهجمة غربية من قبل قوى استعمارية مختلفة ظهرت ثمارها في الهجمة المعاصرة التي مازالت مستمرة حتى اللحظة الراهنة وهي الهجمة الأخطر على مدار تاريخ الأُمة من حيث ضعفها وتفككها وتجريدها من قوى فاعلة ليس على صعيد الحكومات فقط بل على صعيد الشعوب التي بفضل تماسكها وصمودها ونهوضها كانت دار