المطلوب الذي يؤهلها للقيام بدورها الحضاري، ويصبح الوعي السياسي في دائرة اهتمامها، وتكريس المعنى في ذهنيتها وهو أنّه لايوجد انفصال بين الثقافة والسياسة، بل الثقافة هي التي ترشد السياسة. 2- توسيع دائرة التوعية العامة لجميع أفراد المجتمع الإسلامي: لتشمل حتّى الطبقات الاجتماعية الفقيرة، فإنّ التبشير كان قد اتخذ الطبقات الاجتماعية الفقيرة هدفاً له ومنحه الأولوية في ذلك، ذلك لأنّه يصعب عليه الاصطياد غالباً في المياه العكرة لكنّه يستطيع ذلك بسهولة في المياه السلسلة والمتمثّلة في الطبقات الاجتماعية الفقيرة في المجتمع المسلم بعد أن يمنحها من العطايا ما يمكنها تعتقد أنّ جماعات التبشير انّماهم «رسل الرحمة» و«النعمة» في زمن القحط والمسكنة. وأوضح مثال فيما نذهب إليه مايحدث في المناطق المسلمة في شمال العراق وبعض مناطق جنوبه من نشاطات المبشّرين المبشوهة التي تغدق على أهالي تلك المناطق من العطايا و«النِعَم» مقرونة بكتاب «الانجيل المصوّر» تحت عنوان «المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة». وليس أقلّ منه ممّا يحصل لمسلمي كوسوفو المضطهدين وماتقوم به الكنيسة الآن من نشاطات جمّة تصبّ في «مساعدة المنكوبين» و«حماية المضطهدين من سكان اقليم كوسوفو». ومن هنا كان الواجب على علماء هذه الأُمة ومثقفيها الرساليّين من توجيه اهتماماتهم باتجاه هذ الطبقات وكسب محبّتهم وبثّ الوعي فيهم ليخلقوا فيهم بعض «المناعة» اللازمة لمقاومة هذه «الاطراف» الدخيلة. فغياب الثلّة المثقفة المخلصة في «المجتمعات» الفقيرة، وعدم تحمّل همومهم تعتبر ظاهرة سلبيّة تساهم بشكل أو بآخر في تعقيد الأزمات الثقاقية والاجتماعية،