إلغاء النسق الفكري الإسلامي، ومحاولة تشكيل العقل المسلم لممارسة هذا الدور، والتقدّم باتجاه الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات والاعلام والتربيّة في العالم الإسلامي، لجعل الفكر الغربي والنسق الغربي هو المنهج والمرجع والمصدر والكتاب والمدرّس في كثير من الأحيان»([194]). الإجراءات اللازمة لمواجهة الاستشراق والتبشير: ولكن الإسلام - وعلى مدى صراعه مع الغرب بكل وسائله وإمكانياته - تترَّس بعوامل المقاومة الذاتيّة التاريخيّة التي يملكها من أسباب عقائديّة وحضاريّة سامية جعلته يكتسب نوعاً من «المناعة» الذاتية التي كانت لها الأثر الكبير في تحطيم موجات التدمير والابادة الحضاريّة الآتية من الغرب المسيحي، وفي كلّ مرّة تتحرّر بعض القدرات «الكامنة» في المجتمعات الإسلامية لتفاجئ الغرب ووسائله التقنية المتطوّرة بعوامل جديدة في المقاومة والانتفاضة والتصدّي. كما حدث في إيران من ثورة عارمة هزّت كيان الغرب بشدّة وزعزعت عروش أربابه بقيادة رجل الإسلام الخميني العظيم - قدّس سره الشريف - . ومّما لا ينكر أنّ هذه «القدرات الكامنة» هي إحدى الألطاف الربانيّة التي أفاضها اللّه سبحانه على المسلمين بفضل دعوات الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله) لأمته من بعده. لكن هذا لايعني الجلوس في بيوتا «الزجاجيّة» وندع القدر يأخذ مسيره فينا