عنها الإنسان.([2]) ونواجه في العصر الحاضر وهو في أوج شدته وضراوته بعد ان أصبحت الحضارة المادية المعاصرة تعتمد كل الوسائل في تعبئة الشهوات والغرائز والمنافع المادية الشخصية والميول وتحول الهوى ليصبح الإله الذي يُعبد من دون الله وتقيم أنظمتها وسياساتها على أساس المصالح والمنافع المادية قيم اللذة الجسدية والمصلحة الشخصية والحياة الدنيوية. ولكن هذا الصراع في الوقت نفسه ليس ـ بالضرورة ـ صراعاً وحشياً ودموياً وعسكرياً إلاّ بقدر ما يفرضه واجب الفطرة الإلهية في الدفاع عن النفس. كما انه ليس بالضرورة ان يكون صراعا سياسيا في كل الأحوال والمجالات بعد أن فتح الإسلام باب التعايش السياسي مع الكفار والمجتمعات غير الإسلامية من خلال الهدنة والمعاهدات على أساس المصالح المشتركة أو تقدير المصلحة الإسلامية وتبادل الخبرات والتعاون ضد الأخطار وقد مارس النبي «ص» ذلك في صدر الإسلام. ولذا فمن الممكن العمل على إدارة الصراع الحضاري على أساس الحكمة والموعظة الحسنة والحوار بالمنطق ومخاطبة العقل والوجدان والفطرة الإنسانية، بل واستخدام المصالح الإنسانية المادية والروحية في ادارته حسبما تفرضه مقتضيات هذا الصراع.([3]) الثالث: انّ هذا الصراع وان كان حتمياً مستقطباً ـ كما ذكرت ـ بين الحضارة المادية الوثنية وقيمها والحضارة الإيمانية التوحيدية وقيمها، ولكن ليس مستقطباً