العلمي الهادئ وإزالة عوامل التعصب وإشاعة ثقافة التقريب سوف تساهم إلى حد كبير في الوصول إلى ذلك ولكن مع ذلك يحتاج إلى بحث مكثّف حول هذا الموضوع بالذات.([1]) وفي موضوع صراع الحضارات أود أن أشير إلى عدة أمور رئيسية في فهم هذا الصراع وطبيعته لئلا يلتبس موضوعه: الأول: انّ جذور وأسباب الصراع الحضاري ـ في نظر الإسلام ـ موجودة منذ بداية خلق البشرية، ولذا فهو أمر قائم ومستمر ولا هوادة فيه وقد تطور هذا الصراع تدريجيا في التاريخ الإنساني حتى بلغ أوجه في هذا العصر بعد ان تحول الهوى إلى مضار إنسانية لها كياناتها السياسية التي نلتزم بها، ومن المتوقع استمرار هذا الصراع حتى يتحقق النصر الكامل لأمة التوحيد فيه فيتحد العالم تحت لواء الإيمان والإسلام عند تحقق اليوم الموعود الذي بشرت به الرسالات الإلهية وبشّر به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهو اليوم الذي تمتلأ الأرض فيه بالقسط والعدل بعد أن امتلأت بالظلم والجور. الثاني: انّ الصراع الحضاري في محتواه هو صراع عقائدي وفكري وقيمي وكذلك هو صراع على التطهير والتزكية وتحقيق الكمالات الإلهية للإنسان ومقاومة الضلال والهوى، فانّ الدعوة إلى الله تعالى و إلى الحق والعدل والأخلاق والكمالات الإلهية في السلوك الإنساني وإقامة علاقات العدل والإحسان بين الناس واجب الهي وهدف رسالي وحركة تاريخية لا يمكن أن تتوقف أو يتنازل