«إنّ مصر تساوي في اتساعها خمس فرنسا، وفي غنى أرضها تكاد تضاهيهاكما أنّ بمقدورها أن تسدّ حاجات أوربا وآسيا من المحاصيل كالقمح والأرز والقطن ونسيج الكتّان وشجرة النيلة والسكّر..، ولاعواقب من حيازتنا فقط لمصر حتّى لو اضطرّنا الأمر خسارة كل مستعمراتنا، وهذا لأنّها على مقربة من فرنسا، إذ تكفينا عشرة أيام فقط لتقودنا أساطيلنا من طولون إلى الاسكندرية، ثغورها الدفاعيّة ضعيفة ومن السهل فتحها والاحتفاظ بها، ثم بامتلاكنا لها تصبح هذه المنافع إضافات لا تقلّ أهمية عن غيرها، بواسطة مصر نصل إلى الهند، ونحوّل بالتالي كل التجارة نحو البحر الأحمر، ونعيد الحياة للمرور القديم عن طريق السويس، ونتخلّى عن طريق الرجاء الصالح، وبواسطة قوافل اثيوبيا سنجذب إلينا كل ثروات افريقيا الداخليّة، ثم بتسهيلنا الحجّ إلى مكّة بكلّ تجارة البربر حتّى السنغال، وستصبح فرنسا بالذات - بمستعمرتنا هذه - مرفأ للتصدير لأوربا والعالم»([187]). 4- الدافع الشخصي: فإنّ هناك دوافع أخرى عند بعض الغربيّين ليست سياسيّة ولا تجارية تولّدت نتيجة ظروف خاصّة قامت على أساس تلبية رغبة ملحّة للسفر أو الاستطلاع على العالم الآخر، أو اشباع حاجة نفسانيّة تتعلّق بخصوص حبّ الاطلاع على الثقافات القديمة أو على تقاليد وعادات شعوب العالم القديم. كتب الدكتور محمد البهيّ يقول في هذا الصدد: وكانت بجانب هذا وذاك أسباب