الحرّ. وممّا يؤسف له أشدّ الأسف أن بعض الباحثين من المسلمين في العصر الحاضر تابع أولئك المستشرقين في آرائهم دون أن يفطن إلى حقيقة مراميهم([185]). 3- الدافع التجاري: فانّ بعد قيام الثورة الصناعيّة في أوربا، وبعد حصول «الانفجار» التكنولوجي في عالم الصناعة الغربي برزت أمام المستثمرين من أرباب الشركات التجاريّة - الصنّاعية، وأصحاب رؤوس الأموال ثلاثة حواجز مانعة من نفوذ برامجهم التي خطّطوا لها: 1- أنّهم أمام هذا الكمّ الهائل من الانتاج والذي بلغ حدّاً أن امتلأت مخازنهم منها، فكان الواجب البحث عن السوق التجاريّة لتسويق بضائعهم وصرف منتوجاتهم فيها، خاصّة بعدما امتلأت أسواقهم المحليّة وفاضت من هذه البضائع فأضحت كاسدة، فكان الحال أن انخفضت قيمتها بمرور الوقت وذلك مالايحمد عقباه. 2- ولأجل ضمان ادامة منتجاتهم الصناعيّة فلابدّ من إيجاد الثروات الطبيعيّة والمواد الأوليّة اللازمة في عملياتهم الصناعيّة، وبالتالي لضمان درّ الأرباح الخياليّة عليهم. 3- انّهم مابين هذين المطلبين المهمّين فلابدّ من ضمان ممرّات ومواقع استراتيجيّة مهمّة لتجارتهم بمثابة تأمين دائمي لارتباطاتهم بتلك الاسواق والمنابع الطبيعيّة الواقعة في أطراف الدنيا المختلفة. وبعد الاستقصاء لم يجدوا غير الشرق وأهله موضع حاجتهم، فهو سوق هائل لمنتجاتهم، نظراً لما يتمتّع من صفات خاصّة تجعله موضع عناية أرباب هذه