تاريخها الماضي. القضية الثالثة: قضية الحرية السياسية في العمل الاجتماعي ومشاركة الأُمة في الإدارة والحكم والقرار وتحقيق العدل والرفاه والأخذ بالوسائل المدنية الحديثة. وقد أصبحت هذه القضايا ذات أهمية خاصة بحيث تكاد تتفرع عنها جميع القضايا الأخرى أو تقل عنها أهمية لسبب واحد مهم وهو التحول والتطور الجديد المعاصر في عالمنا اليوم على مستوى الاتصالات والمعلومات والعلاقات وتشابك المصالح والمنافع الأمر الذي جعل العالم يتحول إلى ما يشبه المدينة أو البلد الواحد ويتجه إلى الوحدة وبروز فكرة النظام العالمي الجديد. الصراع الحضاري: أمّا القضية الأولى فإننا نواجه ـ منذ البداية ـ فيها مشكلة التعرّف على معالم الحضارة الإسلامية التي هي مجموعة العقائد والأخلاق والمفاهيم والنظريات والتشريعات التي جاء بها ونزل بها الوحي الإلهي في القرآن الكريم أو السنّة النبوية.، والمنهج الصحيح لعرضها والدعوة إليها وهذا ما يمكن ان نعتبره في هذا العصر من أهم التحديات التي نواجهها على أعتاب القرن الواحد والعشرين حيث يتطلع الإنسان إلى التعرف على معالم الحضارة الإسلامية ولاسيما الإنسان الغربي الذي جرّب الحضارة المادية وفشلها كما لا يمكن ان تخوض امتنا الإسلامية الصراع الحضاري وهي متفرقة في فهمها لحضارتها الإسلامية أو متفرقة في منهجها في إدارة الصراع الحضاري ولذلك فلابد من تبيّن المنهج المناسب لإيجاد فهم مشترك بصورة أساسية للإسلام وطريقة عرضه والدعوة إليه. ولاشك انّ ندوات التقريب ووجود المراكز العلمية المشتركة للبحث والحوار