يفترض أنهم مسلمون من أقدم العهود، وبين أشد الناس عداوة للذين آمنوا وهم اليهود. وغير ذلك مما يطول الشرح فيه. بل إن الاتحادات والمحاور، التي قامت بين بعض أقطار العالم العربي والإسلامي، قد خفت صوتها، وفتر حماسها. ويحاول قادتها بعث الدماء في عروقها من جديد، ولكن بجهود مضنية وآمال خافتة، لأن الهمم فاترة، والعزائم خائرة. ومما يجدر ذكره في هذا المجال; ما انشغلت به الصحافة العربية من حديث حول الاتحاد المغاربي، ومحاولة بعث الحياة في أوصاله. وهو الاتحاد الذي يجمع بين كل من: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ففي عددها الصادر بتاريخ 12/2/1999 ; خصصت مجلة (الحوادث) اللبنانية الأسبوعية صفحتها الثانية والثلاثين للحديث عن ذلك الاتحاد تحت عنوان: «عزم تونسي راسخ على تفعيل اتحاد المغرب العربي». وفي عددها الصادر بتاريخ 16/3/1999م أبرزت صحيفة (السفير) اللبنانية اليومية في صفحتها الخامسة عشرة خبراً بعنوان: «أول زيارة للرئيس التونسي إلى المغرب; محاولة لانتشال الاتحاد المغاربي». وتكفي هذه الإشارات لكي تبرز بوضوح; بعض ألوان التناحر والخلاف; الذي ستدخل به الأُمة الإسلامية القرن الميلادي القادم. المبحث الثالث - البطالة والفقر والجوع إن الزيادة في أعداد السكان في المجتمعات الإسلامية; من غير تخطيط دقيق مسبق، لاستيعاب تلك الزيادة; استيعاباً وظيفياً واقتصادياً وإسكانياً وصحياً وتعليمياً; أي استيعاباً معيشياً بشكل عام - يجعل من تلك الزيادة عبئاً على تلك المجتمعات، بدلاً من أن تكون لها من مصادر الثروة والنماء.