وليس معنى ذلك أنني أدعو إلى تحديد النسل - كما يقولون - وما كان لي أن أفعل ذلك والنبي(صلى الله عليه وآله) يقول - فيما أخرج أبو داود والنسائي - كل في كتاب النكاح من سننه، من حديث معقل بن يسار - (رضي الله عنه) أن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) قال: - والنص لأبي داود -: «تزوّجوا الودود الولود; فإني مكاثر بكم الأمم» أما الإمام أحمد; فقد أخرج في مسنده; عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) عنه قال: كان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)يأمر بالباءة (أي الزواج)، وينهى عن التبتل (وهو الانقطاع عن الدنيا; وعدم الزواج - بحجة العبادة) نهياً شديداً، ويقول: (تزوجوا الودود، إنّي مكاثر الأنبياء يوم القيامة). فهل يجوز لي أو لغيري من المسلمين - بعد هذا - أن يدعو إلى تحديد النسل؟! إن الذي ندعو إليه بشدة وحماس; هو اتخاذ الإجراءات الاقتصادية المناسبة; لتأمين حياة كريمة للأجيال القادمة. فمساحات أرضنا; وأهمية موقع بلادنا; وكثرة خيراتنا وثرواتنا، وقدرة شعوبنا على الإبداع،تدعو إلى زيادة النسل لا إلى تحديده. ولكن تخلفنا الاقتصادي; وسوء استغلالنا لثروات بلادنا; وجهلنا بقدرة شعوبنا; وعدم تقديرنا لأهمية مواقعنا الجغرافية على الخريطة العالمية; وعدم التخطيط لمستقبل أجيالنا أو حتى لحاضرها، هو مايجعل مجتمعاتنا في انشغال مستمر بلقمة العيش; وشربة الماء; وقرص الدواء. فإذا أضفنا إلى ذلك الكوارث الطبيعية; من تصحر وجفاف في بعض الأقطار; أو من عواصف وفيضانات في بعضها الآخر; حيث يجف الزرع وينضب الضرع في الأولى; وتدمر المزروعات والأشجار في الأخرى - فإن الجو يزداد قتامة والحال يزداد سوءاً، وهو ما يجعل البطالة والفقر والجوع; السمات البارزة في مجتمعاتنا،