أفغانستان; وانظر كم استنفذ هذا الصراع من مقدرات الأُمة، ومن ثروات الأُمة، وكم أفنى من شباب الأُمة وأطفالها ونسائها وحتى من شيوخها المسنين، وكم خلف من الجرحى والمصابين والمعاقين. وخذ كذلك الخلاف بين أبناء المدن وأبناء الصحراء في المغرب العربي، وهم أبناء شعب واحد، وأبناء عقيدة واحدة، وأهل رقعة من الأرض كذلك واحدة. لقد اختلفوا على أنفسهم، وتناحروا مع بعضهم حتى وصل الحال إلى أن يتدخل الأعداء للإصلاح بينهم، وهو إصلاح لا يختلف عما تقوم به الذئاب حين تُنتدب للإصلاح بين الغنم. وخذ أيضاً ما يطفو على السطح من عداوات بين أبناء الشعبين الشقيقين، في قطر وفي البحرين، أو ما يجري من احتكاكات بين الأشقاء في الجمهورية الإسلامية في إيران; وبين إخوانهم في دولة الإمارات العربية المتحدة - كل هذا وذاك بسبب الاختلاف على ملكية بعض الجزر في الخليج الفارسي. وخذ ما جري بين العراق وأهل الجزيرة. حين اعتدى المسلم على أخيه المسلم، فسفك دمه، وسلب ماله، وهتك عرضه، غير عابىء بقول رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبهه ومن كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج اللّه عنه كربه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»([114]). وخذ - أخيراً - ما استشرى بين العرب والاتراك من العداء، على خلفية الأحلاف التركية الصهيونية تلك الأحلاف الأمنية الشيطانية; التي عُقدت بين قوم